كلية الهندسة تقيم محاضرة عن القيادة الزينبية
تزامناً مع شهر محرم الحرام وذكرى استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) وضمن سلسلة من ورش العمل والمحاضرات التي تقيمها الكلية بهذه المناسبة وبرعاية السيد عميد كلية الهندسة الاستاذ الدكتور أنيس عبد الله كاظم المحترم أقامت لجنة تمكين المرأة في كلية الهندسة بجامعة ديالى محاضرة عن أثر القيادة الزينبية في تفعيل مشاركة المرأة العراقية في المسيرة الاربعينية ألقتها مدير ابحاث أقدم. وجدان لطفي عباس .
تناولت المحاضرة المزايا والمناقب والفضائل الجليلة التي تحلّت بها العقيلة زينب (عليها السلام)، كالصبر، الإرادة، العزيمة، النخوة، الوفاء، التضحية، الصمود، الحكمة، بُعد النظر، الجرأة، البيان، المعاضدة للحقّ، الحنو، الإخلاص، وريثة الرسالة، الحاملة لنفحات النبوّة وعبق الإمامة، كافلة الأيتام، كاظمة المأساة ، وغير ذلك.
سُمّيت(عليها السلام) بأُمّ المصائب، وحقّ لها أن تُسمّى بذلك، فقد شاهدت مصيبة رحلة جدّها النبي المختار(صلى الله عليه وآله)، وأُمّها الشهيدة سيّدة النساء (عليها السلام)، ومصيبة قتل الامام علي بن ابي (عليه السلام)، ومحنة مسموميّة أخيها الامام الحسن المجتبى (عليه السلام)، والمصيبة العظمى لسيّد الشهداءالامام الحسين (عليه السلام)، حيث شاطرته من مبتدئها إلى منتهاها مع استشهاد ولديها عون ومحمد، وأكملت الرحلة بالمسير إلى الكوفة ومنها إلى الشام، كما وكان لمولاتنا زينب (عليها السلام) في وقعة كربلاء المكان المرموق، والمهمّة المقدّسة، والمسؤولية العظيمة، في جميع الحالات وفي المواطن كلّها، حيث كانت تراقب أحوال أخيها الامام الحسين(عليه السلام) ساعة بساعة، وتُخاطبه وتسأله عن كلّ حادث، وهي التي كانت تُدبّر أمر العيال والأطفال، وتقوم في ذلك مقام العصبة من الرجال، وكانت تعتني بالإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام) وتدافع عنه في مواطن متعددة، كما أنّها التي خاطبت ابن زياد وألقمته حجراً في قصره ، وكانت ملاذاً لفاطمة الصغرى حين التجأت إليها وأخذت بثياب عمّتها، حين قال الشامي ليزيد: هَب لي هذه الجارية، فكانت لهم الركن الشديد.والذي يلفت النظر ـ في المقام ـ أنّها(عليها السلام) كانت متزوّجة وزوجها حيّ آنذاك، لكنّها اختارت المسير مع أخيها الحسين(عليه السلام)، وآثرته على البقاء مع زوجها . بينت المحاضرة المسيرة الأربعينية على أنها تلك الزيارة التي تُقام في اليوم العشرين من صفر، والذي يوافق وفي هذا اليوم قامت السيّدة زينب بنت علي، وعلي بن الحسين السجّاد(عليهم السلام)، يرافقهم الأيتام وأطفال الحسين بالعودة إلى أرض كربلاء؛ لزيارة قبر الحسين(عليه السلام)، ويُعدّ هذا اليوم من أهمّ المناسبات الدينية؛ حيث تخرج مواكب العزاء في مثل هذا اليوم، ويتوافد مئات الآلاف من الناس من كافّة أنحاء العالم إلى أرض كربلاء، لزيارة قبر الحسين(عليه السلام).
اشارت المحاضرة الى ان للمرأة العراقية دور في الذكرى الأربعينية لا يمكن أن يُغفل؛ إذ وقع عليها واجب التبليغ بالرسالة الحسينية، ونشر العقيدة المهدوية، والعمل على توعية وتربية النشئ الجديد؛ لغرض إقامة قاعدة شعبية قادرة على استيعاب الأُطروحة المهدوية، وفهم فلسفة الثورة العالمية وأهدافها؛ ومن هنا نرى النساء في العصـر الحالي يمارسن دوراً مكمّلاً لما قامت به النساء في معركة الطفّ وهدفن إليه، وهذه النساء ـ وخصوصاً العراقيّات قد امتلكن صفات حميدة ومؤهّلات خاصّة، تؤهّلهنّ كي يصبحن ضمن العدّة المعدودة التي تلتحق لتُبايع صاحب العصر والزمان الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف ).
